وفقا لدراسة حديثة، يعكس توقيت النوم ذكاء الأفراد : فالأشخاص ذوي ال IQ (معدل الذكاء) المرتفع يكونون أكثر نشاطا بالليل و ينامون حتى وقت متأخر، على عكس نظرائهم ذوي ال IQ المنخفض الذين لوحظ لديهم الميول للنوم باكرا.
جميعنا نتفق حول مخاطر قلة النوم : فهي قد تؤدي إلى السمنة و ارتفاع ضغط الدم و خفظ متوسط العمر المتوقع بشكل عام، في حين تتسبب في حالات أخرى في التقليص من الأداء العقلي الذي يؤدي إلى مصائب عدة كالنسيان و حوادث السير.
إضافة إلى ذلك، ففي سنة 2008، توصلت الباحثة مارينا جيامبياترو و فريقها إلى حقيقة مفادها أن الأشخاص الذين ينامون حتى وقت متأخر يكونون أقل موثوقية، وأقل استقرارا عاطفيا، و أكثر عرضة للمعاناة من الاكتئاب ، والإدمان و اضطرابات الأكل .
من جهة أخرى، أكد باحثون في جامعة كولومبيا بأن قلة النوم تعرض المراهقين خصوصا إلى مجموعة من الأخطار و تجعلهم أكثر عرضة لمحاولات الانتحار.
لكن و رغم كل هذا، قام بعض العلماء في الآونة الأخيرة بإعادة النظر في بعض الأمور بهذا الخصوص، و أصبحت قلة النعاس مصدر جدل واسع بين مختلف الأطراف.
إذ كشف ساتوشي كانازاوا وزملاؤه في مدرسة لندن للاقتصاد (LSE) فروق ذات دلالة هامة بين توقيت نوم الأشخاص و معدل ذكائهم و قال موضحا بأن الإنسان في طبيعته كائن نهاري، يكون نشطا في النهار و ينام بالليل، و أن الأشخاص الذين يخرقون هذه الطبيعة و يتجهون نحو مزيد من الحياة الليلية يكونون أكثر ذكاء و يدل سلوكهم على مستوى أعلى من التعقيد المعرفي.
و قامت لاحقا دراسة إسبانية بنقض كل المقولات و الأمثال التي تقول إن النوم والاستيقاظ مبكراً يعود بالفائدة على الإنسان، موضحة أن الأشخاص الذين ينامون ويستيقظون في وقت متأخر هم أكثر ذكاء وثراء.
وذكرت هذه الدراسة التي نشرت في صحيفة "دايلي ميل" البريطانية أن باحثين من جامعة مدريد أجروا اختبارات على ألف مراهق، ووجدوا أن الذين فضلوا السهر لوقت متأخر أظهروا نوعا من الذكاء المرتبط بالحصول على وظائف هامة وجني المداخيل المرتفعة في وقت لاحق من الحياة.
و يتناقض هذا تماما مع المقولة الشهيرة : "العالم ملك لمن يستيقظون باكرا".
و الجدير بالذكر، أن مجموعة من الشخصيات التاريخية المرموقة كانت ليلية كرئيس الوزراء البريطاني ونستن تشرشل و الفنان إلفيس بريسلي و الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما.
المصدر: موقع وينيبج فري بريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق